هل يُصاب الإنسان بالسبات الشتوي ؟
تؤثر تغيرات الطقس في المواسم علي عمل الجسم والعقل . ففي الشتاء، قد تجد نفسك ترغب في النوم لفترة أطول، تناول المزيد من الطعام، اللجوء إلي الدفاية والجلوس بجوارها بإستمرار . فكثيراً ما نتصرف كما لو أن التغيرات الموسمية لا صلة لها بنمط الحياة الحديثة . ففي فصل الشتاء نميل إلي الجلوس في المنزل للإستمتاع بالحكاوي والنوم لفترات أطول . ونتصرف كما لو أننا مطالبين بتحقيق إنتاجية عالية في العمل والمنزل أثناء فصل الصيف فقط . ولكن الجسم بحاجة إلي دورة نشاط وراحة يومياً وعند زيادة طول النهار تصبح مستويات الطاقة والتمثيل الغذائي أعلي . وفي فصل الشتاء، ينتج الجسم هرمونات النعاس وهذا يعطينا الوقت لإستعادة الجسم الجسم والعقل والروح . ولا يحدث أي خطأ عندما نحاول تحقيق التوازن بين العمل والنعاس في فصل الشتاء . لعل ذلك قد يفسر لك لماذا يشعر البعض بالإكتئاب في هذا الوقت من السنة . وهذا يطلق عليه إضطراب العواطف الموسمي .
ما هو إضطراب العواطف الموسمي ؟
ربما سمعت من قبل عن إضطراب العواطف الموسمي أو الحزن والإكتئاب في فصل الشتاء . حتي أنك قد تعاني منه، ما لا يقل عن نصف مليون مواطن في الولايات المتحدة الأمريكية يعانوا من إضطراب العواطف الموسمي في الشتاء وذلك وفقاً لتقارير الأكاديمية الأمريكية لطب الأسرة . ويعالج معظم الأطباء هذه الحالة من خلال تقنية التعرض اليومي لإرتفاع كثافة الضوء الكهربائي ويؤدي إلي ظهور مجموعة من الأعراض مثل ضعف الطاقة، الشعور بالحزن، وجود مشاكل في النوم والإطالة فيه ، الشعور بالكسل وعدم الرغبة في أداء الأنشطة اليومية، حدوث تغيرات في الشهية وزيادة الوزن .
وقد لاحظ البعض بأن هناك أعراض مشتركة ما بين إضطراب العواطف الموسمي والسبات الشتوي .
يمكن أن يحدث السبات الشتوي بسبب متطلبات المعيشة الحديثة تحتاج من الإنسان إلي التحرك في سرعة قصوي كل يوم، ولكن مع قلة التعرض للشمس يؤدي إلي السبات الشتوي
ما هو السبات الشتوي ؟
هو إستراتيجية لبعض الحيوانات تستخدمها في فصل الشتاء للسكون والإنتظار حتي ينتهي هذا الفصل وذلك بسبب بعض الظروف مثل البرودة الشديدة وضعف معدل الإيض الناتج عن صعوبة الحصول علي الطعام . بالرغم من أن السبات الشتوي يحدث عند الحيوانات فقط إلإ أنه يحدث بدرجة أقل عن الإنسان أيضاً .
ففي عام 1900 م نشرت الجمعية الطبية البريطانية وصفاً لشتاء الفلاحين الروسين بأنه عندما يتساقط الثلج لفترة طويلة يتجمع أفراد الأسرة حول الموقد وتقل قدرتهم علي المشاركة في الأنشطة المختلفة لأنهم يظلوا في هذا الوضع علي مدار اليوم حتي النوم .
ويستيقظ الفلاحون يومياً لتناول بعض الخبز والماء ثم النوم مرة أخري ويحافظوا علي النار مشتعلة للتدفئة وبعد مرور ستة أشهر بدأت الأسرة في الإستيقاظ والخروج لمعرفة إذا كان العشب ينمو أم لا والقيام بمجموعة من المهام .
وفي عام 2007 ذكرت مقالة في إفتتاحية جريدة نيويروك تايمز وصفاً للريف أيضاً في فرنسا القرن 19 :
” وجد الإقتصاديون بأن الريف بعد الثورة، إختفت فيه قوة العمل بين الخريف والربيع،،، وكانت القري وحتي المدن الصغيرة صامتة، بالكاد سوف تري طابور من الدخان يكشف عن وجود إنسان .فالناس في الطقس البارد إنغلقوا بأنفسهم بعيداً ومارسوا فن النسيان وعدم القيام بأي شئ علي الإطلاق لعدة أشهر .”
هل يُصاب الإنسان بسبات شتوي ؟
في بعض الأحيان، يتم الإبلاغ عن حالات تبدو خارقة من البشر توجد داخل الدولة والتي تصاب بالسبات الشتوي . ففي عام 2006 ، علي سبيل المثال تم إنقاذ رجل يبلغ من العمر 35 عاماً علي جبل ثلجي في اليابان بعد مرور 24 يوماً من إختفائه . فقد إنخفضت درجة حرارة الجسم وكان التمثيل الغذائي له بطئ للغاية ووقفت بعض أجهزة الجسم عن العمل . والسؤال الأن كيف حدث ذلك وهل الرجل الياباني حقاً كان في حالة سبات شتوي مثل الدب ؟ ويُشار إلي حالات السبات علي أنها الدخول في النوم لفترات طويلة .
غاز النوم (كبريتيد الهيدروجين ) :
يعتقد مارك روث وزملائه في مركز فريد هاتشينسون لأبحاث السرطان يعتقدوا بأن المركب الغازي يسمي كبرتيد الهيدروجين يسمي غاز النوم .
حيث أظهرت تجربة مساقط المياه في عام2005 علي الفئران إستنشقوا جرعات كبيرة من غاز كبريتيد الهيدروجين كان السبب الأول في حدوث السبات العميق، فهي مادة كيميائية تؤدي إلي إيقاف جميع عمليات التمثيل الغذائي في الفئران والحد بشكل كبير من درجة حرارة الجسم ولم يظهر أي أثار جانبية سيئة أخري .
ويذكر الباحثون بأن هذا الغاز يؤدي إلي حالة السبات عند البشر. وأظهر بأن كبريتيد الهيدروجين جزء من التنظيم الداخلي للجسم ولكن حتي لان لم يتم التوصل لكيفية عملها وماتقوم به .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق